بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
بسم الله الرحمن الرحيم
تفكرت في معنى هذه الجملة ( فداك أبي وأمي يا رسول الله) وانا اكتب موضوعي إنصري نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم بذكر سيرته العطرة وقلت هل هذه الجملة صحيحة هل هي فعلا حقيقية ماذا فعلنا في سبيل تحقيقها كيف نعطيها حقها عمليا وتذكرت والدي يرحمه الله الذي احبه حبا عظيما وكان وجوده وحياته بالنسبة لى هي اغلى وأغلى وأغلى ما كنت املك وتذكرت زوجي الحبيب وما اكنه له من حب وتذكرت كل ذلك وفكرت ما مدى ان يكون الله ورسوله احب الينا مما سواهما ولماذا يجب ان يكون الله ورسوله احب الينا من الدنيا وما فيها ومن الناس اجمعين ولماذا نقول ( نحري دون نحرك يا رسول الله )
وفجأة قرأت هذا الموضوع المنقول في إحدى المنتديات جزى الله خير من كتبه ونقله خير الجزاء
قال أبوجهل: ألا رجل يقوم إلى فرث جزور بين فلان فيلقيه على محمدصلى الله عليه وسلم وهو ساجد؟ فقام عقبة بن أبي معيط وجاء بذلك الفرث فألقاه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فلم يقدر أحد من المسلمين الذين كانوا بالمسجد على إلقائه عنه لضعفهم عن مقاومة عدوهم, ولم يزعل عليه السلام حتى جاءت فاطمة بنته فأخذت القذر ورمته. فلما قام دعا على من صنع هذا الصنع القبيح فقال: اللهم عليك عليك الملأ من قريش وسمى أقواما, قال ابن مسعود فرأيتهم قتلوا يوم بدر. (رواه البخاري)
أحبك يا رسول الله, أهكذا فعلوا بك, آذوك, شتموك, عذبوك بأيديهم وألسنتهم القذرة , وأنت, بأبي أنت وأمي, عطوف رحيم صابر, صبرت لتصلنا كلمة لا إله إلا الله.
من جماعة المستهزئين أبو لهب بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أشد عليه من الأباعد فكان يرمي القذر على بابه لأنه كان جارا له فكان الرسول يطرحه ويقول : يابني عبد مناف, أي جوار هذا؟ وكانت تشاركه في قبيح عمله زوجه أم جميل بنت حرب بن أميه فكانت كثيرا ما تسب رسول الله وتتكلم في بالنمائم وخصوصا بعد أن نزل فيها وفي زوجها سورة أبي لهب وإنما سماها الرسول صلى الله عليه وسلم حمالة الحطب لأنها كانت فيما بلغني (يقول ابن هشام) تحمل الشوك فتطرحه على طريق الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يمر.
فلا يعلم أحد مر به من المصائب والمصاعب والمشاق والأزمات كما مر به صلى الله عليه وسلم, وهو صابر محتسب "واصبر وما صبر إلا بالله" صبر على اليتم والفقر والعوز والجوع والحاجة والتعب والحسد والشماتة وغلبة العدو أحيانا, وصبر على الطرد من الوطن والإخراج من الدار والإبعاد عن الأهل وصبر على قتل القرابة والفتك بالأصحاب وتشريد الأتباع وتكالب الأعداء وتحزب الخصوم واجتماع المحاربين وصلف المغرضين وكبر الجبارين وجهل الأعراب وجفاء البادية ومكر اليهود وعتو النصارى وخبث المنافقين وضراوة المحاربين وصبر على تجهم القريب وتكالب البعيد وصولة الباطل وطغيان المكذبين.....
لست بصدد أن أكتب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأنا لي الشرف بكتابتها, ولكني تعرضت لموقف في حياتي جعلني أدهش , وأكون في قمة تعجبي, لماذا يحب بعض المسلمون أبناءهم وأهليهم أكثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه الفئة من الناس لم تعرف بما حصل لرسول الله, فالبعض يكتفي بما درسه في مدارسهم, والبعض الآخر لا يقرأ ولا يكتب فلا تكون عنده الهمة ليحضر مجالس علم, والآخر أخذته الدنيا فأصبح كالبهيمة يأكل ويشرب وينام.....
أمامي حدث الموقف, سألت فتاة خالتها, فقالت, يا خالة أتعرفين أنك يجب أن تحبي الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر عن نفسك وأهلك وأبنك (عندنا ابن وحيد), فقالت الخالة: نعم يجب أن أحبه, ولكن هذا ابني (تقصد أنا لا استطيع أن أحب أحدا أكثر عن ابني), صدمت من قولها وربما عذرتها قليلا, فهي لم تعرف ما تعرض له الرسول في حياته لأجلها وابنها, هي لا تعرف أنه سبب من الله لتدخل الجنة هي وابنها, هي لا تعرف أنها يوم القيامة ستعادي ابنها وتشتكيه عند الخالق عزوجل وستطلب الشفاعة ممن تحب ابنها أكثر منه
ومن جماعة المستهزئين عقبة بن أبي معيط, كان الجار الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان يعمل معه كأبي لهب, صنع مرة وليمة ودعا لها كبراء قريش وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه السلام والله لا آكل طعامك حتى تؤمن بالله فتشهد فبلغ ذلك أبي بين خلف وكان صديقا له فقال: ماشيء بلغني عنك, قال: لا شيء, دخل منزلي رجل شريف فأبى أن يأكل طعامي حتى أشهد له, فاستحييت أن يخرج من بيتي ولم يطعم فشهدت له, قال أبي: وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمدا فلم تطأ عنقه وتبزق في وجهه وتلطم عينه. فلما رأى عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فعل به ذلك, فأنزل الله فيه في سورة الفرقان (ويوم يعض الظالم على يديه ويقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا, ياليتني لم أتخذ فلانا خليلا, لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا"
ومن أشد ما صنع ذلك الشقي برسول الله صلى الله عليه وسلم , ما رواه البخاري في صحيحه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة ابن ابي معيط فوضع ثوبه في عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبوبكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال : "أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم"
وحيدا كنت, بلا أنيس يؤنسك وحيدا كنت, بلا أم ولا أب وحيدا كنت, أمام عذابات الكفار أمام شتائم الحاقدين وحيدا.....وحيدا لتصلنا ... كلمة التوحيد
ومن جماعة المستهزئين, الأسود بن عبد يغوث الزهري , وكان إذا رأى اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مقبلين يقول قد جاءكم ملوك الأرض استهزاء بهم لأنهم كانوا متقشفين ثيابهم رثة وعيشهم خشن وكان يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم سخرية : أما كلمت اليوم من السماء
أي استهزاء وسخرية, أوتهزأ بخير البشر؟
مشى أبي بن خلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم بال قد أرفت فقال: يا محمد, أنت تزعم أن الله يبعث هذا بعد ما أرم, ثم فته بيده, ثم نفخه في الريح نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم, أنا أقول ذلك, يبعثه الله وإياك بعدما تكونان هكذا, ثم يدخلك الله النار. فأنزل الله تعالى فيه :"وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم, قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم, الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون"