|| الحمد لله الذي لا اله الا هو رب العرش العظيم ||
|| وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين ||
انه الليل مظلم كعادته أعرف... مخيف... أكيد... لكنه مفيد في كثير من الأحيان....
فروحي تزوره كل ليلة .. و تسرد له كل آلامها و أحزانها... فرغم جمال صوت أجرامه و بهاء أشكالها ...
إلا أن آهاتها بادية في أنينها ... وكأنها تحمل معها ثقل أيامها و كآبة محنها ...
فمنذ سنوات و أنا أركض للعبارات ... كلهفة الطفل للحكايات ... و الآن صرت أرافق الكلمات...
و ألتهم كل ما يتعثر عيناي من روايات... فكلما فقدت أملا أو فرحا .. لجأت للكتابات ..
فلا تفوتني ليلة إلا وامتطيت فيها قلمي... و سقيت بياض الصفحات ... بدم شراييني...
هذا القلب الذي صار دربا مفتوحا... على كل الاحتمالات...
نعم هو ذاك أنا قررت الهروب من الحياة فلم أستطع ... حاولت مرارا لكن دون جدوى ...
كلما ركنت بتفكيري الى زاوية ما ... أحس بضيق شديد في فؤادي ...
ألملم أنفاسي وأبحر بذاكرتي قليلا الى سنوات قد مضت ... حيث قمت من فراشي على صراخ امرأة بجوارنا ...
تقدمت الى النافذة فلم أشاهد ... فخرجت واذا بالصوت من منزل بالقرب ...
تقدمت من أحد الجيران محاولا الاستفسار فاذا به يخبرني بشيء ... تحجرت الدموع في عيناي لهول ما سمعت ...
وتسارعت دقات قلبي وارتعشت يداي وتوقف لساني عن الكلام ... فلم أقل الا ان لله وان اليه راجعون ...
نعم صديقي القارئ انه والد تلك المرأة التي كانت تصرخ ... قد انتقل الى رحمة الله ...
لكن كيف ؟ انه أخوها نعم أخوها قد قتله ... بكل بساطة وكأنه لم يفعل شيء ...
فتنهدت تنهيدة طويلة لم تكتمل وعرجت بي ذاكرتي مجددا مع قصة الشاب الذي قام بذبح والديه وأخيه ...
لأن والده كان يميز أخاه عنه ... وغيرها من القصص التي تؤثر بطريقة سريعة ومباشرة ...
فالسبب دوما اما المال واما التمييز واما الضغوطات ...هذا بالنسبة لأفراد عائلة واحدة ودم واحد ...
فما بالك بالذي يوزع المخدرات فيقوم باعدام جيل بأكمله ... فقد تعددت الأساليب فكل من يمتلك وسيلة ما ...
يقوم بتجسيدها على أرضه ومع أبناء حيه ووطنه ... ولا يهمه النتيجة لأن قلبه قد مات ...
فالمجتمع مل من هذه الأشياء سئم من هذه الحياة ... وكما قال الشاعر :
إذا الشعب يوما أراد الحيـــاة ... فلا بد أن يستجيب الــــــــقدر
ولا بد لليل أن ينجلــــــــي ... ولابد للقيد أن ينكســــــــــــــر
ومن لم يعانقه شوق الحياة ... تبخر في جوها واندثـــــــــــــر
فأتحسر كثيرا ثم اعود وقبل أن أضع قدماي على أرض الواقع ... حتى أشاهد ما لم يحتمل ...
أيادي خفية تريد فعل المستحيل من أجل مصالحها الخاصة ... تترك بصماتها في كل مكان ...
تتحكم في كل شيء من أجل بلوغ نقاط هامة قامت بدراستها جيدا مسبقا ...
فتمارس عدة سيناريوهات من أجل انجاح ما تريده ... ولو حتى على حساب مجتمع بأكمله ...
فأهدافها التي رسمتها من قبل قد بلغت معظمها وبنجاح ... لكن يجب أن تكون هناك ذروة ما ...
لكل هذه الأشياء لتعود المياه الى مجاريها ... فالله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل ...
ومن كانت ثقته بالله عز وجل كبيرة ... كانت فرجته قريبة ولكن بالصبر فقط لا غير ...
أية حياة نعيشها ضغط بطالة فقر ... دمار يجتاح مجتمعنا من كل الجهات ...
تبحث عن راحة البال فلا تجدها لا هي بين الأحياء ولا بين الأموات ... نتعلق بأوراق طائرة في السماء ...
تقودنا الى أمكنة متعددة لم تكن في الحسبان أبدا ... فنعاني كثيرا ونشرب من كأس المرار في كل لحظة ...
حتى أصبحت الحياة لا طعم لها وكل فرد منا منطوي مع مشاكله الخاصة التي لا تنتهي ...
ولكن الله موجود يسمع ويرى جل شأنه ولن يترك عباده أبدا وسيحاسب ...
من كان السبب ويعاقب بالطريقة التي يرضاها هو سبحانه وتعالى ...
عزيزي القارئ :
كيف ترى من يقتل فرد من أسرته وبرودة أعصاب ؟..
كيف تنظر للذي ينشر المخذرات أو غيرها فيقوم باعدام مجتمع بأكمله ؟..
هل المادة أو غيرها لها هذا التأثير في الانسان ؟ ...
هنا يتوقف قلمي ليأخذ قسطا من الراحة تاركا لكم المجال لابداء آرائكم وردودكم ...
دمتم في رعاية الرحمان....