الرسـول (صلى الله عليه وسلم).. وجـيل الشــباب
محمد تقي
***
**
بدأ الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعد بعثته وبأمر الله تعالى بمواجهة الشرك وعبادة الاصنام, فواجه مقاومة شديدة من قبل الشيوخ المتعصبين والمعتدلين وتصدوا له من كل جهة.
لكن الشباب ذوي الفطر السليمة والطباع الحرة اصغوا بإذن واعية الى ما جاء به النبي (صلى الله عليه وسلم) وتقبلوه ووقعوا على الحقيقة من خلال تفكرهم وتدبرهم,
واعتنقوا الاسلام بكل اندفاع وشوق ورغبوا عن ديانة ابائهم نحو عبادة الواحد الاحد رغم انوف اولئك الاباء, مما ادى الى فتح فجوة واحداث شق في جبهة المشركين.
لقد اثار الترحيب المتزايد بدعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من قبل جيل الشباب غيض الشيوخ وحنقهم, وعبروا عن قلقهم بشتى الاشكال,
ومنها أن المشركين وصفوا الشباب المعتنقين للاسلام بالفساد, وقد وردت هذه الاوصاف على السنتهم لدى بث شكواهم على الرسول الاكرم (صلى الله عليه وسلم).
أخذ الشباب المتحمس المؤمن بمجابهة الكهول والشيوخ المتعصبين من أجل نشر عقيدة التوحيد والعلوم الاسلامية,
وبدأوا نشاطات واسعة في محيط الاسرة والمجتمع بهدف تحطيم اسس عبادة الاصنام وتقويض سنة الشرك الحمقاء عن المحيط الاجتماعي, وتحرير أفكار كبار السن من الجهل والحماقة وازالة وصمة العار هذه من المجتمع,
حتى بلغوا مقصودهم ووصلوا الى هدفهم وكسروا قيود الاسر وعبودية الاصنام عن المحيط الاجتماعي لجزيرة العرب.
لقد انتفض نبي الاسلام (صلى الله عليه وسلم) بوجه سنة عبادة الاصنام التي كانت تعتبر من أكثر الاداب والتقاليد انتشاراً في الجزيرة العربية, وواصل جهاده بتعاون من الشباب المؤمن حتى بلغ مرحلة الانتصار,
وأفلح في تحطيم (360) صنماً في الكعبة الشريفة وكذلك الاصنام التي كانت تعبد في سائر المدن والقرى انذاك, والقضاء على التقليد الجاهلي في عبادة الاصنام وطرده من المحيط الاجتماعي, وانقاذ الناس من هذه العقيدة الخرافية.