والصلاة والسلام على افضل المرسلين
سيدنا محمدج وعلى اله وصحبه اجميعين
اما بعد ...
حكايات من القارة العجوز :المغرب أو بلد الاقامة
الحكاية و القصة الأول كانت لألقاء الضوء عن إحدى الاسباب, فكل لاعب قصته و أسبابه, أسباب و دوافع الاختيار تختلف من شخص لأخر, و طريقة التعامل معها بدورها تختلف, فهناك من تتحول عنده معاناة الي حقد و هناك من لا يستطع أن يحقد.
كانت هذه مقدمة قبل الدخول في القصة الثانية, و مقابلة جديدة من مقابلات الصحفي, الذي غيرت المقابلة الأول طريقة تعامله مع هذا الملف, فقد توضح له أن أسباب الهجرة قد تكون لها دور أساسي في تحديد اللاعب لمساره الرياضي, لدى قرر ان يجالس أسر اللاعبين.
المقابلة الثانية قادت الصحفي للمدينة لييج البلجيكية, اختيار هذه المدينة لم يكون عشوائيا, بل أملته عليه إحصائيات تؤكد أن المدينة تضم أكبر عدد من الجالية المغربية, وهو ما يعني تواجد لاعبين من أصول مغربية, و هو الامر الذي ينعكس على الفريق الاول للمدينة, فهناك أكثر من 20 لاعب في مختلف الفئات العمرية لنادي, بل أن نجم الفريق الاول هو من أصول مغربية يسعى مدرب الشياطين لاقناعه باللعب لمنتخب البلد, الأمر الذي جعل الصحفي يحدد ضيف المقابلة القادمة.
أتصل الصحافي باللاعب لتحديد موعد للمقابلة صحفية, وافق اللاعب دون تردد بل وافق ايضا أن تكون المقابلة في منزل عائلة اللاعب, و هو يقع في إحدى الأحياء الخاصة بالمهاجرين, هذه الأحياء بدورها مقسمة حسب أصل المهاجر, فهناك حي الافارقة جنوب الصحراء, عند دخوله تظن نفسك في احدى احياء كوناكري أو أكرا, و هناك حي خاص بالمهاجرين ينحدرون من شمال افريقيا, أغلبهم من المغاربيين, حي استطاع ان يحقق التلاحم و التضامن لم تستطيع حكومات دولهم تحقيقه عبر الاتحاد المغاربي, على العموم استطاع الصحفي العثور على منزل اللاعب كان الامر سهلا, فالجميع يعرف لاعبينا و كل شباب الحي يعرض المساعدة و ايصال الصحفي لمنزل اللاعب.
وجد الصحفي اللاعب في انتظاره, مرحبا به بحرارة, و كالعادة الترحاب المغربي الاصيل, و نفس أجواء المنزل الحكاية السابقة, أبرز ما أثار انتباه الصحفي, هو إعتماد الحديث بالدارجة المغربية داخل المنزل, لدرجة أنه لم يستمع كلمة واحد بلغة البلد, رغم أن الاسرة قدت ثلاثون سنة في المهجر, و في أجواء الترحاب و إحتساء أكوب الشاي, بدء الصحفي بطرح بعض الاسئلة على والد اللاعب ساءلا إياه عن أسباب الهجرة, أجابه الحاج (احترام له يناديه الصحفي بالحاج) : إنه الخبز الذي قادنا لهذا البلد السعيد, فقد كنت أعمل في إحدى الضيعات أحد البلجيكين في المغرب, عندما قرر الرحيل عن المغرب لظروف يعرفها الجميع, عرض عليا ان ارافقه و استمرار في العمل معه في أوروبا, لم يكون لدي أي خيار أخر, فقد كنت مسؤولا عن أربع أبناء, لدى قررت الهجرة ... هنا طرح عليه الصحفي السؤال و هل انقطعت علاقتك بالمغرب ... قاطعه الحاج مستحيل فجدوري هناك, لا تمر سنة دون القيام بزيارة المغرب و العائلة, و هو الأمر الذي عودت أبنائي عليه خاصة الذين إزدادوا هنا في بلجيكا, فقد حاولت ألا ينقطع الوصال بنهم و بين المغرب, فرغم أننا اندمجنا هنا و نعيش برخاء لكننا نبقى غرباء, فهنا نسمي بالمهاجريين حتي و لو كنت تحمل جنسية بلد الأقامة, هنا طلب الحاج من الصحفي أن يوجه كلمة للمغاربة في المغرب, و هي رسالة فيها بعض اللوم و الحرقة, حيث قال الحاج : اطلب من المغاربة بأن يعاملون كمغاربة و ليس كأجانب و غرباء فنحن بنسبة لهم غرباء في رحلة استجمام في المغرب فهم ايضا يطلقون علينا اسم المهاجريين, هل حكم علينا ان نبقى غرباء في بلد الاقامة و بلد الام...
جاء الدور لحوار الابن مع الصحفي, حين سأله عن إمكانية لعبه رفقة الأسود, أجابه اللاعب هذا حلمى الذي أسعى لتحقيقه ... و عن إمكانية لعبه لشياطين الحمر, قاطعه اللاعب مستحيل, لقد وجهت لي الدعوة للعب رفقتهم في فئة الشبان و رفضت و سوف أرفض كل عرض جديد, فأنا مغربي و أفتخر ... و عن إمكانية ان يؤثر هذا القرار عن مساره الكروي في فريقه الحاليا, أجاب اللاعب, عمل الجاد و التفاني في التداريب و تحسين مستوى التقني هو من سوف يحدد مستقبلي الكروي, فلا يمكن لأي مدرب او فريق أن لا يعتمد على لاعب له مكانة أساسية رفقة الفريق ...
كانت هذه هي المقابلة الثانية لصحفي, هذه المرة كانت حالة رفض, رفض حمل قميص بلد الأقامة, رغم عدم توصله لحد الساعة بدعوة من طرفالاسود, في انتظار رحلة اخرى و قرار اخر قد يكون الرفض أو القبول حمل قميص الأسود, إلى هنا ينتهي الجزء الثاني من الحكاية ...