عت مجموعات من شباب الفايسبوك في المغرب إلى التظاهر يوم العشرين من فبراير/شباط الجاري، للمطالبة بإصلاحات اجتماعية وسياسية. وقد تعززت هذه المجموعات الشبابية بأكثر من عشرين جمعية من جمعيات المجتمع المدني و السياسي. ريم نجمي ترصد المواقف المختلفة والأجواء في المغرب قبل المظاهرة.
مطالب اجتماعية وسياسية: الكرامة والديمقراطية
الإعلان المصور عن مظاهرة العشرين من فبراير/شباط 2011، حمل شعار"الكرامة والديمقراطية". إعلان صوره شباب ينتمون في أغلبهم إلى معهد الصحافة في الرباط، وهو المعهد الرسمي الوحيد التابع للدولة والمتخصص في تكوين الصحفيين. وقد تم نشر الإعلان على "اليوتيوب" ومواقع أخرى، معددين فيه الأسباب التي دفعتهم للتظاهر، وتتلخص كلها في بعض الظواهر التي يعاني منها المجتمع المغربي كالفقر والرشوة والمحسوبية والقمع و تدني مستوى التعليم والتمييز الاجتماعي...
الفقر والرشوة والمحسوبية والقمع و تدني مستوى التعليم والتمييز الاجتماعي...اسباب دفعت شباب الفايسبوك للتظاهر
لكن النقاشات التي تدور بين هؤلاء الشباب على الفايسبوك أو مواقع اجتماعية أخرى، تبرز مظاهر ثانية من مظاهر الاحتقان. أولها سيطرة عائلة مغربية واحدة على مناصب حكومية ووظائف سامية، وذلك في إشارة إلى عائلة رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي، فهذه العائلة ينتمي إليها الوزراء والموظفون السامون الذين يشرفون على قطاع الخارجية والاقتصاد والصحة والماء والكهرباء وحتى كرة القدم...كما يقول هؤلاء الشباب.
في رد على سؤال وُجه إلى وزيرة الصحة المغربية "ياسمينة بادو"- التي تنتمي إلى هذه العائلة- حول سيطرة عائلتها على مراكز القرار قالت:" إنها عائلة زاخرة بالكفاءات وإن مثل هذا النوع من الكلام يعتبر عنصرية تجاه أولادنا".
ليست عائلة الفاسي وحدها من تلقى أشد الانتقاد من طرف الحركة الاحتجاجية، بل إن حزب الأصالة والمعاصرة الذي أسسه فؤاد عالي الهمة صديق الملك المقرب، له نصيب من هذه الانتقادات. فالشباب يرون أن هذا الحزب الحديث النشأة حصل أعضاؤه على مكتسبات كثيرة وبسرعة فائقة. إنه الحزب الذي يحظى برئاسة الغرفة الثانية من البرلمان المغربي أو ما يسمى في المغرب بمجلس المستشارين.
موقف الحركات الإسلامية
مطالب هؤلاء الشباب لقيت تجاوبا من عشرين جمعية مغربية تنتمي إلى المجال الحقوقي، من بينها الجمعية والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، إضافة إلى بعض القوى السياسية الأخرى. جماعة العدل والإحسان الإسلامية، المعروفة بمعارضتها للنظام الملكي المغربي أكدت في بيان لها مشاركتها في المظاهرة لكن مع التأكيد على أن المشاركة ستكون مشاركة سلمية.
أما حزب العدالة والتنمية المحسوب على تيار الإخوان المسلمين فقد أعلن أنه لن يشارك في مظاهرة 20 فبراير. "لم توجه إلى حزبنا أية دعوة للمشاركة في هذه المسيرة، وحتى لو تم ذلك ما كان لنا أن نشارك. إننا حزب سياسي مسؤول، وعليه لا يمكننا المشاركة مع كل من دعا إلى الاحتجاج". هذا ما قاله رئيس الحزب عبد الإله بن كيران.
موقف حزب العدالة والتنمية هو موقف لا يدعو إلى الاستغراب. ففي حوار سابق لموقع قنطرة أكد بن كيران أن حزبه مؤمن بالنظام الملكي ومعه على طول الخط: "مقتنعون أن جلالة الملك يريد إصلاح الوضع في المغرب"، هكذا صرح بن كيران. في وقت سابق أعلن شباب هذا الحزب انضمامهم إلى الحركة الاحتجاجية، سرعان ما تراجعوا عن موقفهم بعد إطلاق سراح معتقل ينتمي إلى حزبهم.
الأمير الأحمر
الأمير مولاي هشام أعلن انضمامه ومساندته لحركة 20 فبراير شرط ان تكون المظاهرة سلمية
قبل عام ونصف و في ناد للرياضة يقع في حي السويسي بالرباط، التقيت صدفة بالأمير مولاي هشام، كان ذلك صبيحة يوم الاحتفال بزفاف أخيه الأمير مولاي إسماعيل. هو الأمير ابن عم الملك و ترتيبه الثالث في وراثة الحكم، يلعب الرياضة مع أناس عاديين ويرد التحية بأدب كبير على كل من يسلم عليه.
ليس من العادي أن يلتقي المغاربة بأفراد العائلة الملكية في أماكن عمومية. لكن "الأمير الأحمر"، كما لقبته بعض وسائل الإعلام، أراد دائما أن يعطي صورة مغايرة للأمير. لطالما تمسك بصورة المثقف المستقل، كاسرا قواعد البروتوكول وتقاليد الحكم المغربية. كانت له في السابق إطلالات إعلامية مشهورة تنتقد التدبير السياسي وتنادي إلى إجراء تغييرات جذرية في المغرب. لذلك لم يكن غريبا أن ينضم إلى حركة 20 فبراير داعيا إلى دمقرطة المشهد السياسي المغربي. في حديث إلى قناة فرنسية قال:" شخصيا أعلن انضمامي إلى كل مبادرة تسعى إلى دمقرطة نظامنا السياسي على أساس أن تكون سلمية ومتسامحة. إذا توفرت هذه الشروط في هذه الحركة فأنا أعلن انضمامي إليها ومساندتها".
غير أن بعض المراقبين لا يستبعدون أن تكون هذه الإطلالات الإعلامية للأمير مولاي هشام، رغبة مجردة في الاستفادة من أي وضع مختل في المغرب قد تكون راجعة إلى مطامع شخصية في الحكم. لكنه قال إنه يدعو إلى التطوير لا الثورة. وهو الشعار الذي يرفعه الكثير من المغاربة، الذين وضع بعضهم صورة العاهل المغربي كصورة شخصية لصفحتهم على الفايسبوك.
مواقف متضاربة
خالد الناصري الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية:نتعامل باطمئنان مع الاحتجاجات المرتقبة
عند سؤالي بعض المغاربة سواء في المغرب أو في ألمانيا: "هل تؤيدون قيام هذه الاحتجاجات؟" يكاد الجواب أن يكون واحدا: "نعم نريد التغيير لا الثورة على الملك". ربما يستمد هذا الجواب قوته من نموذج الجمهوريات العربية التي خيبت آمال الشعوب، ولم يكن وضعها أفضل من الوضع أثناء الحكم الملكي. وربما أيضا لأن الصورة التي يحملها المغاربة عن ملكهم صورة ملك الفقراء الطيب والمتسامح، الذي يسعى إلى الإصلاح، "لكن الذين يحيطون به هم الفاسدون"، هي فكرة قديمة سادت أيضا إبان حكم الملك الراحل الحسن الثاني.
الحكومة المغربية أعلنت على لسان ناطقها الرسمي أنها لا تتخوف من هذه الاحتجاجات وتعتبرها حقا مشروعا لكل المغاربة. موقف أغلب الأحزاب السياسية ليس واضحا لحد الآن، وهي التي كانت قد اجتمعت كلها مع الوزير الأول خلال هذا الأسبوع لتدارس بعض "القضايا".
أما المثقفون المغاربة فهم يخوضون الآن معركة مع وزارة الثقافة في معرض الكتاب الدولي، وهو أكبر تظاهرة ثقافية في المغرب. ثلاث مؤسسات ثقافية مغربية عريقة هي اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر والائتلاف المغربي للثقافة والفنون أعلنت مقاطعتها لأنشطة المعرض. ولا ندري هل هذا الاحتجاج الثقافي يندرج ضمن سياق احتجاجي عام أم أنه مجرد احتجاج قطاعي يسائل قطاع الثقافة والوزير الوصي على هذا القطاع؟ المثقفون يمتهنون مهنة الإشارة، وإشارتهم حمالة أوجه. فلنتأمل.
و نطالب بمحاكمة هؤلاء المجررمين الدين نهبوا أموال الشعب
__________________________________________________
رغم خطاب الملك فنحن لن نهدأ أبدا لآن خطاباته مجرد مهدأت و مسكنات
الأربعاء أبريل 13, 2011 9:08 pm من طرف اميره بكلمتي